إن القيادة علمٌ وفن فهي ما تميز حياة الأشخاص فتجعل من يفهمها ويطبقها جيداً عظيم الشأن ذائع الصيت بل وصاحب سيرة طيبة ملهمة ومؤثرة ” .
الخطة الذهبية للنجاح في المعارك الانتخابية: المرحلة الأولى : ما قبل الترشيح .
بدايةً إن لم تكن قد قرأت الحلقة السابقة من هذه الخطة الذهبية التي لن يخبرك بها أحد .. لأنها تعد سرية للغاية لإدارة المعارك الانتخابية والفوز بها ..فنصيحتي أن تقرأها فوراً وهي موجودة على موقع عمالنا .
ولقد استخرجتها من التجربة الواقعية من عملي في المجال النقابي جنباً إلى جنب تلميذاً محباً مخلصاً مع السادة رؤساء النقابات وأعضاء مجالس الإدارة والقيادات العمالية رفيعة الشأن والمستوى، وليس هذا فقط بل واستخرجتها من بطون الكتب النقابية الأصيلة والأصلية ، وبخاصة المترجمات التي هي نادرة جداً .
وعن كيفية معرفتي لأول سر من أسرار القيادة النقابية ، فكان منذ 21 عاماً، عند لقائي مع القائد النقابي أحمد يعقوب الرئيس الأسبق لنقابة العاملين بالتجارة، ثم بعد ذلك جمعني به لقاءات كثيرة بعد أن تم تعييني في نقابة التجارة فقد تشرفت بجلوسه معي صباحاً شبه يومياً طالما أنه في القاهرة، وكان مكتبي في المقر الموازي لشقة استراحة هذا العَلَم النقابي وكنت أصل إلى عملي مبكراً ، بل كنت أول من يصل بصفة مستمرة، فأحبَ ذلك جداً وكان الأستاذ أحمد يعقوب يحترم المواعيد احتراماً عظيماً .
وبعدما تعرف أكثر على شخصي المتواضع وكان يراجع عملي في الدفاتر المحاسبية بنفسه ، ثم بعد ذلك كان يحاورني بثقافته النادرة الكبيرة للغاية في الأمور النقابية ويعلمني ويفهمني ما أهمية العمل النقابي وكيفية تنميته من وجهة نظره.
فكانت دروسه القيمة رائعة ولم أجد مثل هذه الدروس بعد ذلك إلا قليلاً نادراً سواء من شخصيات نقابية محترمة ومخضرمة أو من كتب ومراجع نقابية أصيلة لكتَّاب نقابيين كبار.
وفي ذلك الوقت كانت النقابة تنتقل من مكانها إلى مكان آخر وكنا كموظفين نساعد في نقل الأوراق الهامة والدفاتر الخاصة بالنقابة لأهميتها كي لا تضيع بين عمال النقل الذين يحملون فقط دون معرفة أهمية هذه المستندات والدفاتر ..
وفجأة ولأول مرة يقع في يدي كتباً نقابية وكنت لم أقرأ في هذا المجال قبل ذلك مع نهمي الكبير وعشقي للقراءة لكنه لم يتوفر لي هذا المجال قبل ذلك.
فأمسكت العديد من الكتب ونظرت إليها بنظرة فاحصة متأنية وإذ بالعزيز الإداري ـ عم ـ فتحي عبد الرحمن أستاذي ومعلمي مدير الإدارة المالية للنقابة، يلاحظ اهتمامي بالكتب التي وجدتها فقال لي بهدوء : ( أنت تحب القراءة ؟ ) فقلت له : ( أنا أعشقها ) فقال لي : ( إذن أختار ثلاثة من هذه الكتب وأنا سأستأذن لك الأستاذ أحمد يعقوب لتحتفظ بها، ولكن لتقرأها لا لتأخذها فقط ) .
فوافقت مبتسماً وأنا في قمة السعادة، وبالفعل وافق الأستاذ أحمد يعقوب وهو سعيد بأن عنده موظف يحب القراءة بل وشجعني بنفسه.. يا لهم من قادة عظماء يحبون تنمية مرؤوسيهم من الموظفين ولا يمنعوهم من التقدم والتطور المستمر ويحفزونهم دائماً على النجاح .
المهم أنني اخترت كتباً في المجال النقابي ولكن الأستاذ فتحي اختار لي كتاباً بنفسه وأخذه من وسط الكتب التي علاها التراب ونفضه بيده ثم أعطاني إياه، وأوصاني بقراءته بدقة وتمهل .
ومن الواضح أنه قد قرأه قبل ذلك، وكان هذا الكتاب هو ما جعلني أدرس فنون وعلوم القيادة والتأثير من وقتها وإلى الآن ولم أجد ما يوازيه قط ومطلقاً في كل ما قرأت في هذا المجال ، وهو كتاب مترجم لدكتور فاضل وفيلسوف كبير، وسوف أتكلم معك عن هذا الكتاب في أخر مرحلة من مراحل الانتخابات لأنه كتاب خطير للغاية ويستحق أن أفرد له العديد من المقالات .
ومن هنا فهمت قيمة الاستعداد والمرحلة التي تسبق العمل من التأمل والدراسة والتعمق والتطبيق التجريبي أولاً بأول إلى الوصول لمرحلة الاحتراف والتمكن ..
والآن هيا بنا نعرف القاعدة الثانية في مرحلة الاستعداد .. ولا تنسَ أبداً هذه الحكمة ..
اعرف قواعد اللعبة ثم العب أفضل من الآخرين لكي تفوز.. القاعدة الثانية من قواعد اللعبة : ماذا أفعل بعد الاستعداد ؟؟؟؟
بعدما أمسكتَ قلمك وأجندتك وجلستَ تكتب إجابة الأسئلة التي تكلمنا عنها في القاعدة الأولى الآن حان دور التأمل جيداً في الإجابات واختيار شركاء نجاحك والذين سيقفون بجانبك ويساندوك في هذه الانتخابات .. ولكن .. كيف ستقنعهم بذلك ؟؟؟؟؟؟ .. تلك هي المسألة … إذن أجب على هذا السؤال أولاً : ماذا سيعود على العمال من ترشيح نفسي في الانتخابات النقابية القادمة ؟؟؟؟
ثم أجب على السؤال الثاني الأكثر إقناعاً لمن سيساندونك في هذه الإنتخابات : ماذا سأقدم لزملائي ـ طبعاً في نطاق القانون النقابي والأصول النقابية ـ الذين ساندوني في الإنتخابات بعد فوزي بها ؟؟؟؟؟
اجلس وحدك في غرفة مغلقة بلا موبايل ولا أي شيء يشتت تركيزك قط وأجب عن السؤالين السابقين في أجندتك بلا أي تدخل من أحد، فهذا الأمر يهمك وحدك، ولتأخذ وقتك ساعة ساعتان لا يهم .. بل من الممكن أن تجيب في عدة أيام .. نعم لا تتعجب هكذا .. فهذه الأسئلة ستضعك في موضع القائد الملهم المؤثر .. وهي من أسرار الكاريزما ..
لماذا هذه الأسئلة هامة للغاية وتعد من الأسرار ؟؟ أما السؤال الأول فسيجعلك تفكر تفكيراً استراتيجياً فعالاً، ويجعلك قائد ذو رؤية وأهداف خدمية تنطلق من خلالها للأمام لرفعة شأن العمال والعمل النقابي .. وأرجوك أجب بدون شعارات جوفاء .. فلقد شبع العمال من الشعارات التي لا تؤتي أكلها إلا بالوهم والسراب ..
أما السؤال الثاني فسيجعلك جوهرة ثمينة لمن يساندوك، فأنت لن تنسى وقوفهم بجانبك، بل لقد وضعتهم في حسبانك قبل أن تتقدم خطوة واحدة فالأمر مازال بينك وبين نفسك حتى الآن .
وكما قال الكاتب العالمي الشهير ( ستيفن كوفي ) في قاعدته الهامة من الداخل للخارج : ( ابني نفسك من الداخل أولاً ثم عندما تبنيها جيداً تستطيع أن تدعها تنطلق بقوة إلى الخارج وسيلتف حولك الجميع )
وكلما كانت إجابتك مستفيضة ومتأنية وشاملة كنت أجدر على الإقناع وأبلغ في ردودك على كل من يسألك بعد ذلك عن تقدمك للترشح، سواء كان من محبينك الذين يساندونك أو من خصومك الذين يوقفونك.
إذن تمهل ولا تعلن عن الأمر إلا بعدما تجيب عن الأسئلة وتتأملها جيداً وكل هذا سيساعدك فيما بعد في كتابة برنامجك الإنتخابي والذي سنتكلم عليه وكيفية إعداده بطريقة قوية ومؤثرة في المراحل القادمة..
إلى هنا نقف اليوم على أن نستكمل في الحلقة القادمة بإذن الله .. مع الأسرار التي لن يخبرك بها أحد .. سنتعرف معاً على القاعدة الثالثة من قواعد اللعبة : كيف أكون قائداً منفرداً ؟؟؟؟ وكلما تابعت أكثر وركزت في هذه الدروس ستضع نفسك على طريق القيادة الفعالة المؤثرة .. انتظرونا ..
بقلم : أحمد مصطفى معوض كاتب ومحاضر معتمد في علوم القيادة والتأثير مؤلف كتب : فن القيادة والتأثير ـ أسرار القيادة النقابية ـ كيف تكون قائداً عظيماً ـ تحقيق الذات ( الأسرار السبعة لكاريزما الزعماء وقوة التأثير )
قبل الانتخابات العمالية القادمة ..تعرف علي أسرار القيادة النقابية
احمد معوض يكتب :كيف تصبح قائد نقابي (1)
احمد معوض يكتب .. أسرار القيادة النقابية دروس عملية (2)
احمد معوض يكتب : اسرار القيادة النقابية .. دروس عملية من الواقع النقابي “3”
احمد معوض يكتب : اسرار القيادة النقابية .. الخطة الذهبية للنجاح في المعارك الانتخابية “4”