الموت علينا حق لا مفر منه، وليس بأيدينا سوي ان نرضي بقضاء الله وقدره ..
استقبلت خبر وفاة الكاتب الصحفي العمالي يحيي الصاوي وقلبي يعتصر وجعا ليس فقط لفراق الاخ والصديق والزميل يحيي ، ولكن لأننا فقدنا واحدا من الانقياء والطيبين أصحاب القلوب الوفية والنقية.
ترك الصاوي داخلنا ذكريات ستجعله حاضرا بيننا في كل وقت وحين ، انشغل طيلة سنوات عمله بهموم ومشاكل العمال ولطالما استقبل باب وراء شكواك الذي كان يحرره بجريدة العمال الصادرة عن الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ، ردود المسئولين بكافة القطاعات ،وساهم بذلك في حل مشاكل العمال بالشركات والهيئات المختلفة.
كان الصاوي خفيف الظل وكما يقولون ” ابن نكتة” ففي بداية عملي الصحفي بجريدة العمال عام ١٩٩٩ .. حضر الصاوي حديثي مع الاستاذ احمد حرك رئيس التحرير رحمه الله، عندما طلبت منه كارنيه الجريدة لتسهيل مهمتي الصحفية .
وعندما خرجت من مكتب رئيس التحرير ، جاء الصاوي مسرعا وسألني .. ألست متزوجة يا نجوي ؟
فأجبت بالايجاب نعم متزوجة ..
فرد الصاوي مبتسما .. إذن الأمر بسيط ..
فانتبهت إليه .. وقولت له تقصد أيه؟
ضحك وقال .. خدي قسيمة الزواج بدل الكارنيه كإثبات شخصية أو استبدليه “بقايمة العفش”..
لم أكن وقتها اعلم خفة ظله ونظرت إليه باندهاش وحيرة .. فانفجر ضاحكا .. ” فوقي يا بنتي ” بهرج معاكي انتي صدقتي..
وظل يتذكر هذا الموقف ويرويه كلما جلسنا بالجريدة حتي اخر يوم له بها .
لم يترك الصاوي مناسبة واحدة إلا وهنأني وكان دائما سباقا للخير .. ودودا .. مجاملا .. كريما ومعطاءا ومحبا للجميع .
كان يحي الصاوي ، من ابرز الصحفيين العماليين ، المتخصص في شؤون العمل والعمال بجريدة العمال ومن أوائل العاملين فيها ،و مؤسسيها ،يشهد له بالاخلاق في العمل ،والصدق في الكلمة
اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.