«رَبّ اجْعَل لِيَ آيَةً» لم تكن بالنسبة لي إشارة أو علامة انتظرها نبي الله زكريا من ربه، بل مثلت وأنا ابدأ عامي الثامن على الاقتران بـ «آيتي»، التي لم تغادر دعاء سنوات فراقنا، اصطفاء رباني لم يكن يظن عاقل أن يتحقق في أقصى أماني البشر.
سنوات ثمانية رزقنا خلالها الزوجين الذكر والأنثى، يسر لي ربي السعة في الرزق بعد الضيق والكرب، رزقت محبتها، أعيتنا أعينا شتى إلا أن لا مفر من قدر الله.
بدأت أعوامي الثمانية معها في مثل هذا اليوم العاشر من سبتمبر، كان قدر الله تعالى فيه رحيما، ففي خضم معاناتي مع الدنيا بين مهنة لازلت احتفظ بحبي لها ويقيني أني لم أجن ثمرة محبتها والإخلاص في طلبها بعد، وحياة لم تبتسم لي على غرار فعلتها بسائر البشر، كان لاتصالها بعد سنوات جفاء واقع السحر في قلبي، ترددت كثيرا واضطربت أكثر، إلا أن لفؤادي رأي في حسم المسألة، ولقدر الله تعالى حكمة أشبه بزمن المعجزات، كان لوقع صوتها أثر ربما لو كان معبرًا عنه بالألفاظ لكان انتظار جواب المولى تبارك وتعالى لنبيه زكريا:«قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا»، وهو جواب البشارة بثمرة فؤاده وقرة عينه في الحياة يحيى.
لطالما دعوت أن تكون لي آية فكان آيتي بها بعد أعوام ربما كان الجميع من حولنا رُسلًا مبشرين ومنذرين، فرحين ومبغضين، إلا أنه لا محالة كانت آيتي ولازالت وستظل بشارة تمنيتها وأرجو من الله ألا تغادرني قبل مغادرتي الحياة.