عمالنا موقع عمالي إخباري
اسعدني كثيرا الاعلان عن انضمام مصر لتجمع بريكس، فهذا يعني بالنسبة لي أن هناك متغيرات ومؤشرات إيجابية مرتبطة بالوضع المصري سواء اقتصاديا أو سياسيا .
فمصر التي رفضت مجموعة ” بريك” انضمامها إليها في عام 2009 ، تمت الموافقة الان علي انضمامها ، وهو ما يؤكد انطباق شروط الانضمام .
لم اخطئ عندما كتبت مجموعة”بريك “فهذا هو الاسم الاول للمجموعة حتي عام 2011 قبل انضمام جنوب افريقيا ،وبعد الانضمام تغير الاسم وأصبح ، بريكس .
ومن هنا نكتشف أنه لا معني لاسم بريكس”BRICS، في اللغة الإنجليزية ، فقط هو اختصار للحروف الأولي من اسماء الدول الخمس المنضمة بها، وهي البرازيل و روسيا والهند والصين و وجنوب أفريقيا.
اذا كان الأمر كذلك وتغير الاسم بعد انضمام جنوب افريقيا ، فهل سيتغير اسم البريكس مرة أخري؟
هل لنا أن نسرح بخيالنا لحظة ونتخيل الاسم القادم بعد انضمام الـ 6 دول ، وهم الأرجنتين ، مصر ، نيجيريا ، إيران ، السعودية ، الامارات؟
الترتيب هنا كما جاء علي لسان رئيس جنوب افريقيا عندما أعلن عن انضمامهم .
وعند ترتيب الحروف الأولي باللغة الإنجليزية لهذه الدول ، نجد كلمة AENISE، وهي كلمة لا معني لها بجوار كلمة BRICS.
فهل سيصبح الحديث عن مجموعة بريكس مع بداية 2024 كما هو ، ام ربما اطلق البعض كلمة بريكس بلس ؟ ام سيتكرر الأمر كما حدث مع جنوب افريقيا ، وتضاف الحروف الأولي للـ 6 دول لتصبح BRICSAENISE.
و ربما تم حذف الاحرف الأولي المشتركة للدول الـ 11 الاعضاء ، لتتكون كلمة BRICSAEN، فهل نتوقع أن يطلق علي مجموعة بريكس ، مجموعة “بريكسين” بعد انضمام الـ 6 دول.
مهما كان المسمي، الأهم أن مصر انضمت للمجموعة بعد استيفاء الشروط .
فكما تعلمون أن مجموعة بريكس تضع عددا من الشروط يجب استيفائها قبل تقديم طلب التصويت للانضمام إليها.
ومن أبرز هذه الشروط : الاستقرار السياسي للبلد طالب الانضمام ، و القدرة على النمو السريع، و توافر موقع استراتيجي للتجارة الدولية، وعلاقات ثنائية مع دول تجمع بريكس ، وأن يكون اقتصاد الدولة اقتصاد رئيسي في منطقته.
وبما أن مصر انضمت الي مجموعة بريكس ، فمعني ذلك استيفاء كل الشروط .
الا يدعو هذا للسعادة والفخر ، الا يعني أن مصر شهدت تغيرا حقيقيا، جعل مجموعة بريكس تراجع موقفها وتضمها الي التكتل بعد أن رفضتها في عام 2009 لصالح دولة جنوب افريقيا.
ولهذا علينا جميعا التمسك بالأمل ،و عدم السماح بأن يفسد البعض من كارهي نجاح الدولة هذه السعادة.
إن اختزال كارهي الدولة فوائد الانضمام، بأن مصر تسعي فقط لمزيد من القروض من دول هذه المجموعة ، لا يعني سوي فكرا ضبابيا للتشويش علي فرحة المواطن.
نعلم جميعا أن الانضمام ليس العصاة السحرية لحل كل المشكلات الاقتصادية .
ولكننا علينا الاعتراف بأنه بداية الطريق للتخلص من تحكمات واشتراطات صندوق النقد الدولي “النكد الدولي”، وتدخله في الشأن الداخلي للبلدان التي يمولها.
قد يكون أيضا حلا جديدا للتخلص من الأزمة الدولارية، وبابا مفتوحا أمام الاستيراد بالعملة المحلية وتخفيف الطلب علي الدولار.
ربما احدث الانضمام انتعاشا للقطاع السياحي، خاصة وأن دول المجموعة من أهم الدول التي توفد سياحة أجنبية لمصر.
ليس خيالا أن يرفع خبراء الاقتصاد الكارت الاحمر في وجه صندوق النقد الدولي ، واعطاء استمارة 6 للدولار والبنك الدولي.
نعم ليس خيالا لأن فكر مجموعة البريكس هو السعي لتقليص هيمنة الدولار من خلال عملة موحدة للتبادل التجاري .
قد يكون الأمر لم يتحقق بعد حتي الآن ومازال الأمر محل الاقتراحات، بأن يتم الاعتماد على الذهب في تقييم هذه العملة ، ولكنه واقع مطروح للتنفيذ.
والواقع الحالي بين مجموعة البريكس ، أن مواجهة الدولار تتم من خلال التعامل بالعملات المحلية بين الدول الاعضاء، وهو أمر مردوده إيجابي.
فلنعترف أن انضمام مصر مؤشر إيجابي و مردوده قوي اقتصاديا ولكنه ليس العصا السحرية الفورية ، لكنها بدائل قوية تسعي الدولة من خلالها حل الازمة الاقتصادية.
فخورة بما تحققه بلدي من استقرار وثقة المجتمع الدولي لها ، والاعتراف بأن اقتصادها مؤثر بالمنطقة ولاعب رئيسي بها.
