عمالنا موقع عمالي إخباري
” إن القيادة علمٌ وفن فهي ما تميز حياة الأشخاص فتجعل من يفهمها ويطبقها جيداً عظيم الشأن ذائع الصيت بل وصاحب سيرة طيبة ملهمة ومؤثرة ”
ـ المقابلة الأولى في العمل :
عندما دخلت لأول مرة على النقابي الكبير أحمد يعقوب الرئيس الأسبق للنقابة العامة لعمال التجارة وكنت وقتها لم أتم العشرين عاماً من عمري .
فقام واقفاً بتواضع القادة وسلم عليَّ بحرارة ثم أجلسني بالكرسي القريب من مكتبه الفخم أمام المعلم الفاضل ا/ فتحي عبد الرحمن مدير الإدارة المالية للنقابة في ذلك الوقت ، والذي رحب بي أيضاً، وبابتسامة وقورة بدأ المرحلة المنتظرة .
وهي مرحلة الأسئلة المنطقية لكل متقدم لوظيفة جديدة، عن الاسم والسن والمؤهل والخبرة إن وجدت، وبالطبع توجد رهبة كبيرة في هذه الأجواء التي تحدد مصير الوظيفة هل ستكون لك أم لا ؟
ولكن مع الثبات والإجابة بذكاء وبساطة تصبح الجلسة أكثر ودية ورحابة.
والآن جاء وقت الدروس المستفادة من هذا اللقاء والتي وثقتها بعد ذلك بأحدث نظريات القيادة والتأثير على المستوى العالمي مع تبسيط وتيسير منهجية البحث لسهولة تطبيق الدروس والاستفادة منها قدر المستطاع .
تتلخص الدروس في نقطتين :
الأولى : إن كنت في موقع القيادة ماذا تفعل مع الموظف في اللقاء الأول ؟
الثانية : إن كنت موظفاً جديداً فماذا ستفعل مع رئيسك.
إن اللقاء الأول والمقابلة الأولى تترك انطباعاً يدوم بعد ذلك طالما تلاقت الوجوه لأن الانطباع الأول يدوم، لذا فلابد أن تكون ذكياً سواء كنت في موقع القيادة أو كنت طالباً للوظيفة.
لأن القيادة ليست قاصرة على أصحاب العمل أو المديرين والرؤساء فقط، بل والمرؤوسين أيضاً وهذا ما يَخفى علينا دائماً، أو بالأحرى ما يخفوه عنا، وعليك أن تعرف ماذا تفعل في المقابلة الأولى لكي تقود اللقاء لصالحك وصالح العمل أيضاً وتترك انطباعاً إيجابياً يدعم مواقفك وعملك بعد ذلك .
والآن ننتقل للدرس الأول :
إن كنت في موقع القيادة ماذا تفعل مع الموظف في اللقاء الأول ؟
1 ـ قف من وراء مكتبك لاستقباله بترحاب .
لماذا ؟
ـ لإضافة لمسة من التواضع الذي يجعلك كبير القدر في عين الموظف من أول وهلة .
ـ مكتبك سيكون موضع هيبة وبذلك فلن تقل قيمتك أبداً أمام الموظف .
ـ إن لم يوجد مكتب ووقفت لاستقبال الموظف الجديد فقف بشموخ واجلس بتأني وهدوء لكسب الهيبة.
ـ ستجعل الموظف الجديد يشعر أنه في موضع ترحاب وبذلك سينبض قلبه بالمسئولية وحب العمل من أول لقاء.
2ـ سلم عليه بيدك بحرارة وابتسامة ووقار.
( السلام باليد بعد مرور الكورونا على خير بإذن الله، وقبل ذلك الزم الإجراءات الاحترازية )
لماذا ؟
ـ أولاً : لكي تشعر بسلامه وتستشعر منه شخصيته وثباته ، هل هو جاد وثابت أم مهتز وضعيف ، وكذلك سلامه بحرارة المحب للعمل أم الذي ينم عن قضاء الواجب فقط .
فالسلام ينم دائماً عن ملامح كثيرة لشخصية الإنسان ( وسوف نتطرق لذلك بالتفصيل في الحلقات المقبلة في مستويات متقدمة في علوم لغة الجسد والبرمجة ) .
ـ ثانياً : لكي تشجعه على الكلام بأريحية في هذا اللقاء الصعب عليه كموظف جديد .
ـ ثالثاً : لكي تشعره بأنك أعطيته قدراً من المسئولية لابد أن يتحمله طالما أنه سيعمل تحت قيادتك .
3 ـ أن تشير إليه بيدك قائلاً بترحاب : تفضل .
لماذا ؟
ـ أولاً : لكي تختبر فطنته هل سيجلس قبلك ام لا، وإن انتظر جلوسك فقد قدم لك التوقير والاحترام قبل حتى الدخول في الحديث .
ـ ثانياً : لتشعره أنه في مكانه وترفع عنه أي ضغوط نفسية ورهبة اللقاء الأول .
ـ ثالثاً : إن الجلوس في حضرة القائد له برتوكولات وأصول وبما أنك قائد واعي فستكتشف فطرته إن كان موظفاً جديداً في هذا الموضوع ، أو ستكتشف التزامه بهذه الأصول إن كان له خبرة سابقة بالعمل في مكان آخر.
ـ رابعاً : ستضمن ولائه لك بعد هذا الترحاب والاستقبال الجميل بعد هذا اللقاء .. ثق في ذلك جيداً
وسأكشف لك فيما بعد في المستويات القادمة كيف تضمن ولاء موظفيك بطرق قيادية مؤثرة وفعالة وذكية في نفس الوقت، فتابع الحلقات ولا تتعجل فلن أكتم عنك علماً أعرفه، ولتكن مخلصاً فيما تفعل لتكن قائداً مؤثراً محبوباً ومهاباً في آن واحد.
ـ أما إن كنت موظفاً جديداً فماذا ستفعل مع رئيسك في اللقاء الأول ؟ ..
هذا ما سنعرفه في الحلقة المقبلة بإذن الله ..
خبرات من واقع عملي يقدمها : أحمد مصطفى معوض
كاتب ومحاضر معتمد في علوم القيادة والتأثير
مؤلف كتب : فن القيادة والتأثير ـ أسرار القيادة النقابية ـ كيف تكون قائداً عظيماً ـ تحقيق الذات ( الأسرار السبعة لكاريزما الزعماء وقوة التأثير )
تعليق واحد
تعقيبات: نقيب الأشراف ينعى رجل الأعمال محمود العربي: له إسهامات متعددة في مجال الأعمال الخيرية - عمالنا