مصطفى زايد
مصطفى زايد

مصطفى زايد يكتب: عاشوراء.. أفراح صوفية وأحزان شيعية

يحتفي المسلمين في كل بقاع الأرض بيوم عاشوراء، ولأهل كل مذهب طقوس خاصة في إحياء هذا اليوم.

“عاشوراء” هو اليوم الذي نجا الله فيه سيدنا موسي ومن معه من “بني إسرائيل” من بطش فرعون وجنوده، حيث فلق النبي بعصاه البحر وتمكن من الفرار بينما غرق فرعون وجنوده، ويقوم أهل السنة بصيام هذا اليوم كإحياء للسنة النبوية.

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر الناس بصيامه، فلما فرض رمضان قال: «من شاء صامه ومن شاء تركه» رواه البخاري ومسلم.

في مقابل حفاوة المسلمين بنجاة نبي الله موسى نجد أن الشيعة يحرصون على البكائيات واللطميات بزعم أنه يوم يوافق مقتل سيدنا الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب وحفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي استشهد في كربلاء يوم العاشر من محرم سنة 61 هجرية – الموافق 10 أكتوبر سنة 680م، بحسب مذهبهم.

أفراح الصوفية

ما بين نجاة النبي موسى ولطميات الإمام الحسين نجد أن الصوفية حرصوا على إحياء هذا اليوم من خلال صيامه ثم يقام الاحتفال بالطريقة التي اعتادوا عليها في إحياء ذكرى آل البيت والصالحين، فيقومون بتقديم الطعام وقراءة القرآن الكريم وحضرات صوفية وإنشاد ديني وتكون الاحتفالات بجوار أضرحة ال البيت والصالحين أو في الساحات الصوفية وفي مصر يقوم البعض منهم بزيارة ضريح مولانا الحسين في القاهرة.

بكائيات الشيعة

يتوشح الشيعة بالسواد في هذا اليوم ويعم الحزن وتنتشر مجالس العزاء وتُقام المحاضرات لعرض حادثة مقتل الحسين بن علي على الناس من خلال الخطيب وهنا يقوم الحاضرين بلطم الخدود والبكاء، ثم تقام المواكب الي العتبات المقدسة لديهم ويقوم الحاضرين في هذه المواكب بضرب أجسادهم بالسيوف والالات الحادة والسلاسل الحديدية حتي تسيل الدماء من أجسادهم وتسمي التطبير وهذا يتم في البلاد التي بها أعداد كبيرة من الشيعة وتسمح بإقامة هذه الشعائر مثل العراق وإيران والبحرين أما في مصر فيكتفي الشيعة بزيارة ضريح الحسين وتوزيع أطعمة علي الموجودين بجوار الضريح.

وقبل أن نختم حديثنا عن عاشوراء عند المسلمين سنة وشيعة فإننا نجتمع على أنه يوم فرح بنجاة رسول الله موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلوات وأتم التسليم، وهو يوم نتأسى فيه بصاحب المقام العلي سيدنا ومصطفانا محمد صلى الله عليه وسلم والذي قال نحن أولى بموسى منهم، لذا ينبغي أن نحرص فيه على المحافظة بكل مظهر فرحٍ وتأدب واقتداء بهدي المصطفى، أما عن رواية الشيعة بمقتل سيدنا الإمام الحسين رضوان ربي عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين فإننا لن نكون أقل منهم حباً لسبط النبي ونعلم متى وكيف نحتفي به فهو في القلوب وفوق الرءوس وهو حي بيننا وفي الآخرة من أهل الفردوس الأعلى ولنا في بشرى ربنا فيه ما يدفعنا إلى الفرحة بهذا اليوم فليس الشهيد بميت نتوشح بالسواد أو بالنحيب عليه في مشهد يدعوا إلى النفور من فاعليه.

شاهد أيضاً

نجوي ابراهيم تكتب : جرائم ٰترتكب في حق شركة الكوك[1]

  منذ الإعلان عن تصفية شركة الكوك والتساؤلات تزداد يوما بعد يوم .. لماذا الإصرار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

function get_the_time( $format = '', $post = null ) { $post = get_post( $post ); if ( ! $post ) { return false; } $_format = ! empty( $format ) ? $format : get_option( 'time_format' ); $the_time = get_post_time( $_format, false, $post, true ); /** * Filters the time a post was written. * * @since 1.5.0 * * @param string $the_time The formatted time. * @param string $format Format to use for retrieving the time the post * was written. Accepts 'G', 'U', or PHP date format. * @param int|WP_Post $post WP_Post object or ID. */ return apply_filters( 'get_the_time', $the_time, $format, $post ); }