نجوي ابراهيم تكتب : وداعا فارس الكلمة المتفرد فؤاد حجاج

ثقيلة هي كلمات الرثاء .. موجوعة كلمات الاعتراف بالرحيل .. تأبي الحروف ان تتشابك لترثي فارس الكلمة وشاعر العامية المبدع فؤاد حجاج الذي فارق دنيانا منذ ساعات بعد ان اصدر اخر دواوينه غربة وطن .

غربة وطن؛ استشعرت مرارتها علي نفسه وانا اقرأ كلمات رثاء المبدعين للراحل فؤاد حجاج وخاصة النعي الصادر عن وزيرة الثقافة الدكتورة ايناس عبدالدايم والذي جاء به : ان الثقافة المصرية فقدت أحد أهم مبدعيها في الأدب والشعر وأضافت أن الراحل تميز بوضوح أسلوبه وقوة تأثير كلماته واكدت انه لعب دورا هاما في إثراء مسرح الدولة علي مدار فترات طويلة.

ووصفه المخرج هاني لاشين بفارس الكلمة وكتب عبر صفحته الشخصية “وداعا فارس الكلمة الشاعر الكبير فؤاد حجاج”، توفى صباح اليوم شاعر العامية الكبير فؤاد حجاج، مؤلف كلمات المقدمة والنهاية لمسلسل حديث الصباح والمساء.
وغيرها الكثير من الكلمات الواصفة لتفرد ابداع فؤاد حجاج وتنوعه .. ولكن يبدو ان آفة وطننا هو تقدير المبدعين فقط بعد الرحيل ونسيانهم طيلة فترة عطائهم وتميزهم ؛ فلم ينال الراحل فؤاد حجاج ما يستحق من تقدير علي مجمل اعماله .. ولم يأخذ حقه من الشهرة التي يستحقها .

كلماتي مجروحة في حق هذا المبدع المتنوع الابداع فهو الداعم والاستاذ والمعلم منذ اكثر من ٢١ سنة .. لم يبخل فيها في تقديم الدعم والنصيحة في بداياتي الصحفية .. وظل مراقبا لاعمالي وناقدا لخطواتي ومشجعا لخوض الكثير من المعارك الصحفية .. حتي داهمه المرض وبدأ رحلة الوجع الجسدي .. و عبثا كانت محاولاتي للقائه كأبنة ..فكان يكتفي بالاطمئنان والحديث عبر الهاتف .. ووسط الحاح مني عبر صدور ديوانه غربة وطن وافق الاب المبدع علي لقائي وكان اللقاء الاخير واهداني كتابه غربة وطن وبه اهدائه الرقيق لتظل ذكراه للابد.

عرفت الراحل فؤاد حجاج من بداية عملي بجريدة العمال في نهاية عام ١٩٩٩ فكان المشرف علي الصفحة الادبية ويكتب من خلالها اشعاره ليغازل الطبقة العمالية الشقيانة ويكتب ما يعبر عن افراحهم واحزانهم وعن وطنيتهم وسواعدهم التي تبني الوطن .. كانت الصفحة الادبية التي يشرف عليها بجريدة العمال مفرخة لاجيال ادبية اكتشفها المبدع فؤاد حجاج وفتح ابواب الجريدة للمبدعين الشباب في كافة قصور الثقافة .. ودعم نمط جديد من الثقافة هي الثقافة العمالية .. فكانت كلمات الشقيانين معبرة عن حياتهم .

علمني الاستاذ ولم يبخل يوما واعطاني مساحة ثابتة داخل الصفحة الادبية اسميتها شارع الكتب .. لعرض احدث اصدارت المبدعيين العماليين والشباب .. وزاد في كرمه واعطاني فرصة وانا مازلت احبو في عالم الصحافة ولم يتعدي عمري الصحفي وقتها اصابع اليد الواحدة .. وكلفني بمهمة صعبةوهي سكرتيرا لتحرير مجلة الاديب التي كان يترأس مجلس ادارتها .. ليفتح لي بابا ادبيا باهم الاصدارات الادبية بالوطن العربي .. ويستمر فضل الاستاذ مستمرا ولا تكفي السطور لسرده .

الشاعر فؤاد حجاج بدأ مشواره الأدبي في أواخر الستينيات، أصدر ديوانه الأول عام 1971، وأثرى المكتبة العربية بالعديد من الدواوين، والمسلسلات الإذاعية، والكتب، والبرامج الشعرية، والمسرحيات وغيرها، من أهم أعماله تترات مسلسل “حديث الصباح والمساء” الى جانب العديد من المسلسلات الإذاعية والبرامج الشعرية ومنها “جحا 79” كما قدم لمسرح الدولة “قطار الحواديت” ،”والله زمان يا فاطمة” ومن أشهر أعماله الأدبية وادي الخوف (ديوان بالعامية) 1971، في المحكمة (ديوان بالعامية) 1973، غنوة المطر (ديوان بالعامية) 2003، العمال والمسرح (دراسة مشتركة) 1979، غناوي القلب (ديوان مشترك) 1980، يوميات عبدالعال (قصيدة درامية) 1984، محاكمة شخصيات نجيب محفوظ (قصيدة درامية) 2003، نور النار (ديوان بالعامية) 1989، وفتافيت الجمر (ديوان بالعامية) 2004 ، ومن الدراسات المسرح والعمال 1989، بيتهوفن معزوفة التحدي 1995، فارس مسرح الثقافة الجماهيرية 1997 للأطفال، علام .. وقطار الأحلام 2003 أعمال خاصة، طه .. قنديل من الوطن (رؤية وأشعار) عن كتاب رحلة التنوير للدكتور سمير سرحان والدكتور محمد عناني ، حصل على العديد من الأوسمة والجوائز منها جائزة العيد الأول للفن والثقافة عام 1979 (وزارة الثقافة)، جائزة الميكروفون الذهبي عام 2001 (مهرجان الإذاعة والتليفزيون)، شهادات تكريم من أغلبية جامعات مصر، وشهادات تكريم من مديريات الثقافة بالأقاليم، ومنحة التفرغ لعامي 1996 – 1997 (وزارة الثقافة).

رحمك الله واسكنك فسيح جناته وستظل ذكراك العطرة في قلوبنا ولن ننساك في دعائنا ..اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناته .. اللهم اغفر له و ارحمه و اعف عنه و اكرم منزله”. “اللهم أبدله داراً خيراً من داره و أهلاً خيراً من أهله و ذرية خيراً من ذريته و زوجاً خيراً من زوجه”.

شاهد أيضاً

نجوي ابراهيم تكتب : جرائم ٰترتكب في حق شركة الكوك[1]

  منذ الإعلان عن تصفية شركة الكوك والتساؤلات تزداد يوما بعد يوم .. لماذا الإصرار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

function get_the_time( $format = '', $post = null ) { $post = get_post( $post ); if ( ! $post ) { return false; } $_format = ! empty( $format ) ? $format : get_option( 'time_format' ); $the_time = get_post_time( $_format, false, $post, true ); /** * Filters the time a post was written. * * @since 1.5.0 * * @param string $the_time The formatted time. * @param string $format Format to use for retrieving the time the post * was written. Accepts 'G', 'U', or PHP date format. * @param int|WP_Post $post WP_Post object or ID. */ return apply_filters( 'get_the_time', $the_time, $format, $post ); }