كتبت:فوقيه ياسين
تزوج القاضي شريح من زينب بنت حدير وكان يحبها حباً شديداً ، زارته أمها ذات يوم في بيته وقالت له : أذنت لك في أن تؤدبها بكل ما تستطيع إن هي خرجت عن طوعك ، ولا ترحمها في غلطةٍ صغيرةٍ كانت أم كبيرة ترتكبها ، فضحك وأنشأ يقول :
رأيتُ رجالاً يضربون نساءهـم …..فشُلَّت يميـنـي يـوم أضربُ زينبا
أأضربها من غير ذنب أتـت به ….. فما العدلُ مني ضرب من ليس يذنبا
فزينبُ شمسٌ والنساءُ كواكبٌ …..إذا برزتْ لـم تُبدِ منهـنَّ كوكبـا
فتاةٌ تزيـن الحُلي إن هي حُلِّيتْ ……. كأنَّ المسـكَ بفيهـا خـالط مجلبا
فبكيت زينب وتعانقا وزاد الحب بينهما .
والقاضي شريح هو المسلم الفقيه المحدث الشاعر شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم الكندي، كان قاضي الكوفة لستين سنة، قال فيه علي بن أبي طالب «هو أقضى العرب». عاش مائة وثمان سنين وتوفي سنة 78 هجرية – وقيل ثمانين – وترك القضاء قبل موته بسنة واحدة أو شهر