نجوي ابراهيم تكتب : لكم الله يا عمال قطاع الأعمال !!

كنت أود عند الكتابة عن شركات قطاع الاعمال العام أن يملأني الفخر بشركاتنا الوطنية وما حققته من نجاحات تتواكب مع ما تشهده مصر الحديثة من تنمية ، ولكن للاسف ما وصل اليه هذا القطاع الحيوي من حال يندي له الجبين خجلا .

ما يمر به العاملون بشركات قطاع الاعمال العام لا يمكن تغافله والحديث عن امر غيره ، فالوضع السئ تخطي كل التوقعات ولم يعد الأمر مقتصرا علي الشكوي والأنين والإستغاثات والمطالب .

الأمر تخطي المعتاد بعد ان انتحر احد العاملين بشركة النيل العامة للطرق الصحراوية ، ملقيا بنفسه امام عجلات القطار . هانت علي العامل نفسه وروحه بعدما عاني من القهر نتيجة سياسات رئيس مجلس إدارة الشركة القمعية ، فرغم صراخه وتهديده اكثر من مرة بالانتحار لأنه لم يعد يستطيع تدبير نفقات المعيشة لأولاده ، لم يرحمه رئيس الشركة ولم يصرف له ايا من مستحقاته المتأخرة.

عاقبه علي طريقته الخاصة ، وحوله موارد بشرية ، وما أدراكم ماذا يعني هذا ! يعني النفي باحد مواقع عمل الشركة سواء طرة او ابوزعبل ، وهي اماكن تحت الإنشاء وغير مؤهلة ليعيش بها اي آدمي ، دون مرافق او حمامات .

ظل المسكين في المنفي اسبوعين رافضا العودة لأبنائه ، واخر ما ردده هنتحر ومش راجع ، وهو ما حدث بالفعل ووجدوا جثته التي تعرف عليها اخيه بمشرحة زينهم ، بعد ان ألقي بنفسه امام عجلات القطار.

ومنذ يومين تجرد احد العاملين بشركة الانشاء والرصف من ملابسه واخذ يجري ليسكب البنزين علي جسده رغبة في الانتحار والخلاص من ضغوط العمل والحياة ، وامسك به زملائه ، واستطاعوا تهدئته.

رفقا بالعاملين يا سادة ، فقبل الحديث عن الإدارة والتطوير ، لابد من الحديث عن التأهيل النفسي لقيادات الشركات ، فالعنصر البشري هو رأس المال الحقيقي، وما يحدث له من تدمير نفسي نتائجه وخيمة.

لماذا لا يتم اجراء اختبارات نفسية وسلوكية كشرط لتولي منصب قيادي ، ليكشف عن السلوك الاجتماعي للقائد ،واستبعاد اصحاب الفكر الاستبدادي والمتسلط .

وللعلم وزارة النقل اطلقت منذ فترة شرطا لحصول العامل علي رخصة تشغيل ، بأن يجتاز كل الأختبارات النفسية والسلوكية ، أليس من الأجدي ان تخضع قيادات الشركات لهذا الاختبار . لكم الله يا عمال قطاع الاعمال للحديث بقية …