كتبت-فوقيه ياسين
مدرسة كالجامعة نظرا لعلومها وأنشطتها المختلفة وضوابطها الصارمة، “السنية” أول مدرسة للبنات في جمهورية مصر العربية، يرجع تاريخ مدرسة السنية الى عام 1873 حيث تبنت هذه الفكرة جشم آفت هانم الزوجة الثالثة للخديوي اسماعيل وقد نشرت جريدة «الوقائع» المصرية في عددها رقم 519 الصادر في أغسطس 1873 خبر انشاء المدرسة تحت عنوان «انشاء مدرسة للبنات داخلية وخارجية للتثقيف والتعليم»، وكانت هذه المدرسة هي النواة الأولى لتعليم البنات في مصر والشرق الأوسط كله.
ويذكر الرافعي أن المدرسة اسست عام 1873 تحت اسم «مدرسة السيوفية» وكان بها حين افتتاحها نحو مئتي تلميذة وبلغ عددهن عام 1874 أربعمئة تلميذة يتعلمن مجانا فضلا عن الانفاق على مأكلهن وملبسهن ويتعلمن القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم والحساب والجغرافيا والتاريخ والتطريز والنسيج
ظلت المدرسة منذ انشائها عام 1873 حتى عام 1889 بمكانها الأول بشارع السيوفية الذي يبدأ من ضريح المضفر وينتهي الى سبيل أم عباس بأول شارع الصليبة، وكان مقرها هو دار الأمير طاز بجوار المدرسة البندقدارية. ثم نقلت الى مبناها الحالي الواقع بشارع خيرت في مواجهة شارع المبتديان عام 1891 ومنذ ذلك الحين أطلقت عليها نظارة المعارف اسمها الحالي «المدرسة السنية» نظرا للتعديلات والأنظمة التي جعلتها في مرتبة أعلى مما كانت عليه من قبل حيث جعلتها نظارة المعارف نواة أولى لنظام تعليم البنات في مصر.
ظلت المدرسة السنية منارة للعلم طوال 129 عاما هي عمرها وحققت انجازات ومكاسب أكبر بكثير من الهدف الذي انشئت من أجله، فقد كان الهدف الأساسي الذي ذكرته جريدة «الوقائع» وخطط علي مبارك هو تعليم البنات تعليما ابتدائيا وعمليا يمكنهن من كسب العيش عند الحاجة وتطورت المدرسة العريقة وساهمت بشكل فعال في بناء المجتمع المصري.
.وتخرج فيها طالبات على مستوى عال من الثقافة والعلوم شغلن مناصب كبيرة في الدولة،منهن: الكاتبة والشاعرة ملك حفني ناصف التي اشتهرت باسم «باحثة البادية» ورائدة التعليم في مصر نبوية موسى، أول فتاة تحصل على البكالوريا في مصر، ووزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية السابقة عائشة راتب، وكانت أول من طالبت بتولي المرأة منصب وكيل النائب العام، والكاتبة الكبيرة أمينة السعيد أول امرأة تحترف الصحافة وتتولى منصب رئيس تحرير لمجلة حواء، ومفيدة عبدالرحمن أشهر محامية في مصر والتي عرفت بالدفاع عن قضايا المرأة،