عمالنا موقع عمالي إخباري
هذا ليس مقالا عن الصناعة المصرية منذ محمد على باشا ومرورا بانشاء بنك مصر وشركاته على يد طلعت باشا حرب ، واستمرار البناء بتوجهات جديدة من جمال عبد الناصر، انما هى بذرة بحث حول كل هذا .
إن مرحلة بناء شركات بنك مصر ، اكملها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، ببناء القطاع العام وبالتمصير والتأميم ، تحقيقا لشعار الاستقلال الاقتصادى ، ايمانا بأن بناء صناعة مصرية وطنية يحقق الاستقلال الاقتصادى .
ورغم كل الصعوبات التى واجهتها مصر من العدوان الثلاثى فى 1956 ونكسة 1967 وحرب الاستنزاف وحرب اكتوبر ، فقد كانت اعلى معدلات النمو المتوازن فى تاريخ مصر ، هى فترة الخطة الخمسية الاولى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية من ١٩٦١ وحتي ١٩٦٥ .
القطاع العام ساهم فى توفير احتياجات المواطنين خلال سنوات حرب الاستنزاف وحتى حرب اكتوبر 1973 ، وكان مفرخة للعديد من القيادات الاقتصادية فى مجالات متعددة ، والتى هيأت للقطاع الخاص فرص انطلافه بعد ما ارسى الرئيس السادات سياسة الانفتاح الاقتصادى منذ عام 1974 .
افرزت سياسة الانفتاح الاقتصادي علاقات ملكية متعددة ، منها قطاع عام واعمال عام وخاص واستثمارى وفى كل قطاع تفاصيل عديدة ومنها ولا يغيب عنا ” اتفاقية الكويز ” واتاحة الفرصة لاسرائيل للمشاركة فى الاقتصاد المصرى .
ويمضى قطار الخصخصة مسرعا منذ عام 1991 والى الان ، ومرورا بالغاء نسبة ال 50% من العمال والفلاحين فى المجالس المنتخبة ، فضلا عن تقليص عدد الاعضاء المنتخبين فى عضوية مجالس ادارات الشركات .
وهنا وجب الايضاح ان القطاع العام والاعمال العام منذ ثورة يوليو 1952 خلق طبقة عاملة صناعية جديدة اشتبكت وتواصلت بطرق مختلفة مع رموز نقابية من جيل الاربعينيات امثال عم طه سعد عثمان وعطية الصيرفى واحمد فهيم ومحمود العسكرى وفتح الله محروس لروحهم السلام ، و اكتسب هذا الجيل خبرات نضالية من جيل ناضل قبل ثورة 1952 وبعدها .
النقطة الثانية : ان ثورة 23 يوليو 1952 اختارت حلفها الاجتماعى من العمال والفلاحين والطلبة ” راجع قانون الاصلاح الزراعى وقرارات يوليو الاشتراكية فى 1961 .
واود ان اختتم مشروع هذا البحث، ولا الوم على الغطرسة والعنجهية وامراض الكراسى الوزارية التى مكانها مصحات الامراض النفسية ، لكن اصب جام غضبى علينا ، ولا استثنى احد ، على كل المهمومين بالطبقة العاملة المصرية ، على العمال انفسهم الذين اغلقت مصانعهم دون مقاومة حقيقية تذكر .
على نقابات تتحول فى كل مرحلة مع توجهات الحكومات المتعاقبة من اول انور سلامة الى الآن ، وعلي النقاببين الذين كانوا اعضاء فى الاتحاد الاشتراكى وتمسكهم بالقطاع العام ، وهم انفسهم من وافقوا على الخصخصة وكان شرطهم الجوهرى عدم المساس بالبعد الاجتماعى .
لم يتحقق شرطهم ، وراجعوا معي فترة المعاش المبكر،
ثم راجعوا ايضا تقليص عدد شركات قطاع الاعمال العام سواء بالخصخصة او التصفية منذ عاطف عبيد والى الان ..
عندما عرضت قضية تصفية شركة الحديد والصلب على القضاء ، حضرت الجلسة فى مجلس الدولة وعينى كانت على الحضور من العمال وليس على القاضى ، بعض العمال موجودين واعضاء اللجنة النقابية ، وكان الحكم تحويل القضية الى هيئة المفوضين .
الصدمة : وانا نازل على السلم رئيس اللجنة النقابية قالى يا عم صلاح احنا كده عملنا اللى علينا ؟! قلت لا لالالالا، هؤلاء ليسوا عمال الحديد والصلب بتاريخهم النضالى .
ليسوا عمال الحديد والصلب الذين رفضوا ان يدخل مصنعهم رئيس الكيان الصهيونى فى نوفمر 1980- وعن نوفمبر لنا حكايات-فى تحدى للرئيس انور السادات والغيت الزيارة .
معقول جاء وقت نعيش فيه ونري وزير يقول للعمال فركش يلا بره ويقفل الباب ويغلق مصنع ينتج ، والعمال كل مقاومتهم حسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم الله حسبنا ووكيلنا ولم نؤمر بالاتكال ، والمقاومة مشروعة ، عجبت للاهالى فى مدن الصلب وصمتهم الباكى ، لكن هناك امل ان نستعيد بث روح المقاومة واعادة الخلل فى موازين القوى.
بقلم : النقابي والمحاضر العمالي صلاح الانصاري
